24/02/2024
عن أنس بن مالك رضي عنهم قال:
كُنَّا نُصَلِّي مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَيَضَعُ أحَدُنَا طَرَفَ الثَّوْبِ مِن شِدَّةِ الحَرِّ في مَكَانِ السُّجُودِ.
حديث صحيح البخاري
شرح الحديث:الإسلامُ دِينُ اليُسرِ والتَّخفيفِ، وقد خفَّف على النَّاسِ في أمورِ حياتِهم وعباداتِهم، وأباح للنَّاسِ اتِّخاذَ ما يكملُ الخُشوعَ في الصَّلاةِ، ويُعينُ على السُّجودِ، وخاصَّةً في وقتِ الحرِّ والبَردِ؛ لِما لهما مِن تأثير على الرأسِ عندَ مُباشَرتِها للأرضِ.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ أنسٌ رَضيَ اللهُ عنه أنَّهم كانوا يُصَلُّون مع النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فيَضَعون طَرَفَ الثَّوبِ مِن شِدَّة الحرِّ في مكانِ السُّجودِ، أي: يَجعَلُ طرَفَ ثَوبِه تحتَ جَبهتِه؛ ليَكونَ فاصلًا بيْنَها وبينَ الأرضِ لِيَقيَ نفْسَه مِن شِدَّةِ حرارةِ الأرضِ المتوقِّدةِ في مكانِ السُّجودِ، حيثُ تَلتهبُ الأرضُ مِن حرارةِ أشعَّةِ الشَّمسِ. وهذا بيانٌ لإقرارِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لهم، وعدَمِ نَهْيِه عن ذلك؛ رحمةً بهم، وتخفيفًا عليهم.
وفي الحديثِ: مشروعيَّةُ السُّجودِ على الثَّوبِ في شِدَّةِ الحرِّ، ويُلحَقُ به شِدَّةُ البَرْدِ.
وفيه: أنَّ العمَلَ اليَسيرَ في الصَّلاةِ عَفْوٌ؛ لِأنَّ وَضْعَ طرَفِ الثَّوبِ في مَوضِعِ السُّجودِ عمَلٌ، لكنَّه يَسيرٌ.
#خادم٠٠٠السنة